منتدى الابداع - برج أخريص
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ابداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الاعلام ابان الثورة التحريرية-

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 273
تاريخ التسجيل : 14/07/2010

الاعلام ابان الثورة التحريرية- Empty
مُساهمةموضوع: الاعلام ابان الثورة التحريرية-   الاعلام ابان الثورة التحريرية- I_icon_minitimeالأحد يوليو 25, 2010 2:38 am


الاعلام ابان الثورة التحريرية-

- 1 -توطئة:
يشكل الإعلام اليوم أحد أهم دعامات الثورة التكنولوجية الحديثة فى الاتصالات.وأنعكس ذلك على كل إنسان معاصر نظرا للتغييرات المستحدثة فى آلياته والمستجدات فى نمط حياة الإنسان مقارنة مع ما كانت عليه فى الحقب التاريخية السابقة حيث أحدث الإعلام انقلابا شبه جذري فى كل مجال الحياة المعاصرة وسلوكيات أفراد المجتمع.وطالت ومست التغيرات الأعراف والقواعد والقيم الاجتماعية هذا فضلا عن ما تعرضه وسائله المتعددة فى الأجواء العالمية بعدما حولت العالم الى قرية صغيرة.وقد نجحت السياسة بكل مقوماتها وأساليبها فى توجيه دفة الإعلام نحو أهدافها الإستراتيجية المرسومة رغم تناقض أقوالها مع أفعالها، وتعريض البشرية لحروب وأزمات مفتعلة تارة ، وحقيقية تارة أخرى.فتوجيه العالم نحو أهداف السياسة بات من مهام الإعلام ووسائله المؤثرة.
إن التاريخ يؤكد أن الإعلام هو القوة الضاربة الأكثر تأثيرا فى مسار حياة الشعوب واتجاهاتها وقيمها ، ويعمل بنفس قوة السلاح، والإعلام بحد ذاته وسيلة وأداة إذا أحسن استخدامها استطاعت أن تؤثر كما تؤثر الأسلحة الفتاكة الأخرى وربما أكثر، إذا ما وجهت نحو قضية أو شعب ما فإنه يحدث بأسلحته المختلفة الكثير من الآثار والنتائج.وعلى الرغم من معارك التحرير التى خضناها ضد كل أشكال الاستعمار والتبعية، فقد كان الوعي يقظا بالقدر الذي يفرق فيه بين مقاومة الاستعمار والتبعية من جهة، وبين تقدير تراثه الإنساني العظيم من جهة مقابلة.الا أن الأداة الكبرى التى تستطيع أن تبين للعالم أحقية قضيتنا فى الدفاع والوجود والمحافظة على تراثنا غير فاعلة تكاد تكون معطلة تماما، وهي الإعلام الذي يعد بحد ذاته سلاحا أقوى بطشا وفتكا من أي أداة أخرى، سواء لإظهار قضية ما أو الرد على قضية أخرى.فالإعلام أحد ضرورات الحياة، وأن استخدامه فى الدفاع عن الرأي والمعتقد وقضية الوجود هو أمر لا مفر منه وإن تخلفت هذه الأداة أو أهملناها أو لم نقدر قيمتها، فان الكثير من الحقوق تتشوه صورها أو تفقد أحقيتها وربما تتحول الى صورة اخرى غير الصورة الحقيقية.فالإعلام – أيها السادة- هو أداة قادرة على التأثير على عقول الناس واتجاهاتها سواء بإمدادهم بالحقائق أو بتضليلهم .فالتضليل يكون ناجحا عندما يشعر المضللون بأن الأشياء هي على ما هي عليه من الوجهة الطبيعية والحتمية.ولو تأملنا جديا فى فكرة التضليل الإعلامي لوجدناها قائمة أساسا على فكرة نفسية بالدرجة الأولى تستمد تطبيقاتها العملية من استخدام آليات الدفاع اللاشعورية عند الإنسان وبالتحديد ميكانزمي الإنكار والتبرير وهما آليتان دفاعيتان يلجأ اليهما الفرد فى مواقف يحتاجها لاعادة توازنه النفسي والشخصي.ولكن حولت هذه الفكرة وطبقت تطبيقا واسعا على الإعلام والتضليل الإعلامي.ويقوم عمل آليات الدفاع أساسا لدى الفرد لغرض تشويه وتزييف الواقع من خلال خلط الأفكار والخبرات والدوافع والصراعات التى تمثل تهديدا له.وتعد إستراتيجية الإنكار إستراتيجية شائعة لدى الإنسان.أما آلية التبرير (ميكانيزم دفاعي) فهي عملية إعطاء أسباب مقبولة اجتماعيا للسلوك بغرض إخفاء الحقيقة عن الذات.ويحدث التبرير أيضا حينما يخدع الانسان أنفسهم بالتظاهر بأن الموقف السيئ فى الحقيقة موقف جيد، أو أن الموقف الجيد فى الحقيقة سيئ.فالإعلام عندما يستخدم التضليل إنما يلجأ الىآليات نفسية فى التأثير على عقول الناس وقلب الحقائق.وهكذا كان دأب الإعلام الفرنسي إبان الثورة التحريرية المباركة.
فالدعاية فى جوهرها عملية إقناع منظمة، وهي تنقض على العقل وهي نفسية وقد وظفت الدعاية فى شتى الميادين الحربية لغرض إنهاك الجيوش المتقاتلة والتأثير على المعنويات.إن القلم واللسان – أيها الأخوة- يسببان تحرك الناس نحو التغيير، نحو قبول الجديد أو رفضه.
إذن تلاحظون أيها السادة أن أهمية الإعلام لا تخفى على أحد.فلا غرو أن يهتم القرآن الكريم بالدعوة والإعلام والمواجهة الإعلامية اهتماما بالغا للتعريف بالمواقف وإيصال المعلومات الصادقة، وتحصين الرأي العام وحمايته من التخريب والحرب النفسية وتوجيهه الوجهة السليمة.وعندما نستقرئ آيات القرآن الكريم التى تحدثت عن المواجهة الإعلامية ، وأسلوب التعامل مع الدعاية المضادة، نجد القرآن قد ركز على أساليب عديدة منطلقا من أسس نفسية وموضوعية بالغة الأهمية لتكوين الدوافع وكسب الاستجابة والموقف وهذه الأسس والأساليب هي نفسها التى استعملتها وسائل الإعلام الوطنية إبان الثورة كما سنرى فى هذه المحاضرة بعد قليل.
مما سبق يتضح أيها الإخوة بجلاء أهمية الإعلام وخطورته.ولذلك أولت الثورة الجزائرية أهمية كبرى لسلاح الإعلام والدعاية باعتباره أحد الأسلحة الاستراتيجية المكونة لها، الهادفة الى محاربة الاستعمار وتحقيق الاستقلال الشامل.
فلا مندوحة إذن أن تكتب صحيفة المجاهد فى عددها الأول الصادر فى جوان 1956ما يلي:
حقا أنه غير سابق للأوان أن تصدر صحيفة عن رجال الجهاد فتسد فراغا حقيقيا لتطلع الشعب الجزائري المكافح على صوت المجاهدين من رجالنا.وكذلك العالم الذي استحدث حرب الجزائر على كامل اهتمامه سيكون المجاهد بالإضافة الى جريدة المقاومة الجزائرية اللسان الناطق المأذون له أن يتكلم باسم جبهة التحرير الوطني.كما سيكون المرآة التى تعكس فيها أعمال جيش التحرير الوطني.كما سيكون المرآة التى تعكس فيها أعمال جيش التحرير الوطني.وإن الأهمية القصوى التى تكتسيهاالحرب الجارية، ومداها السياسي، والأعمال المجيدة التى يقوم بها المجاهدون والآلام التى لم يسبق لها مثيل فى مشاعر الانسانية والتى يرزح الشعب الجزائري تحت وطأتها من جراء الوحشية الصادرة من الجنود الاستعماريين ويتقبلها ذلك الشعب الأبي بروح نادرة من التضحية.كل ذلك كان يحتاج الى التعريف.أجل إن الأعمال المجيدة التى يسجلها رجالنا لتظهر من خلال الأكاذيب الفرنسية نفسها، والأخبار المنشورة بالجرائد الإستعمارية ، كذلك من إضطراب الحكومة الفرنسية.نعم إن حصافة السياسة الثورية التى تنتهجها جبهة التحرير الوطني لم تعد مثار الشك والنقد... فلو عرفت الحقيقة بتفاصيلها لأصبح أكثر الناس تشككا أكثرهم تحمسا، ولعاد أقل الناس إهتماماإن وجدوا- يتسارعون الى وضع أنفسهم رهن إشارة المسؤولين للمشاركة فى العمل.ولو عرف العالم المسالم الذي لازال يغتر بمزاعم الحكومات الفرنسية وبتشدقها بتحرير الشعوب المغلوبة على أمرها لو عرف ذلك العالم الحقيقة لأقشعر بدنه من الحرب المنقطعة النظير دناءة ووحشية... إن تعريف الحقيقة وإذاعتها عن الحرب الاستقلالية وعن أهدافها السلمية يكملان الانتصارات العسكرية التى يحرزها جيش التحرير الوطني.وعليه سيحاول المجاهد فى حلته المتواضعة أن يحققه...وتتبوأ هذه الصحافة مكانها لتكون سمع الرأي العام وبصره وصوته لتزود الشعب بالأخبار الحقيقية فتكون صلة الوصل بينه وبين رجال المقاومة، وبهذه الصفة فلقد شعرت بالدور المنوط بها."

كانت جبهة التحرير الوطني على قناعة تامة بأن الكفاح المسلح لا يكفى وحده لإسماع صوته للمستعمر وأخذ مطالبه التى وردت فى بيان أول نوفمبر وفى الوقت نفسه تعبئة الجماهير ليلتف حول الثورة وتنوير الرأي العام الدولى بالكشف عن بشاعة المستعمر والدعاية التى يمارسها من أجل التغطية عن الجرائم التى يقترفها فى حق الشعب الجزائري.اذ كان الرأي العام العالمي لا يعلم عن الجزائر سوى أنها جزء من فرنسا.وبالتالي فان الشعب الجزائري لا يمثل شعبا منفصلا عن الشعب الفرنسي .وعليه كانت الجبهة تدرك تمام الإدراك أهمية الاعلام ودوره فى حرب التحرير
خاصة وأنها تهدف الى اعادة الاعتبار الى هذا الشعب الذي لا تربطه أي علاقة بالشعب الفرنسي.
وكان على الإعلام أن يقوم بمهمته المنوط بها وهي تحطيم فكرة أن الجزائر جزء من فرنسا، وأن الشعب الجزائري له معتقده وتراثه ولغته وأصالته، وتوضيح صورة فرنسا الحقيقية للعالم خاصة وأن الرأي العام الدولي قد رسخت فى ذهنه بأن فرنسا هي دولة الحرية والعدالة والمساواة.
وهكذا فضلت الجبهة الولوج الى ميدان الاعلام بالامكانيات المتوفرة التى تتسم بالضعف وعدم التجربة للدفاع عن مبادئ الثورة وأهدافها،وفك الحصار الاعلامي الذي فرضته الدولة المستعمرة.
كانت ولاية الأوراس السباقة الى إصدار نشرية فى سنة 1955 إسمها (الوطن) تطبع باللغة الفرنسية ثم توالى صدور نشرات فى الولايات الأخرى منها (الجبل)(النهضة)(صدى التيطري)(حرب العصابات)(صدى الصحراء).وتعد جريدة (المقاومة الجزائرية)أول جريدة جزائرية تصدر فى سنة 1955 بباريس، وكانت طبعة ثانية لها تصدر بالمغرب فى أوائل سنة 1956 مختلفة فى طريقة تحريرها وأسلوبها الدعائي وأخرى بتونس فى منتصف نفس السنة.وبعد إنعقاد مؤتمر الصومام تم إلغاء كل طبعات هذه الجريدة وتوحيدها فى جريدة واحدة هي (المجاهد) التى ظهرت كنشرة للثورة فى جوان 1956 ، وأصبحت جريدة مطبوعة إبتداء من العدد الثامن (5 جويلية 1957)الى العدد العاشر (سبتمبر 1957)وظلت تطبع فى تيطوان بالمغرب ثم بتونس بعد نوفمبر 1957 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://creation-bordj.yoo7.com
 
الاعلام ابان الثورة التحريرية-
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الصحة في الثورة التحريرية
» اندلاع الثورة الجزائرية
» تأثيرا ت الثورة الجزائرية في العالم
» الثورة الجزائرية في الفضاء المسرحي.
» : الثورة الجزائرية في عيون الشعراء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الابداع - برج أخريص :: منتدى الثورة الجزائرية-
انتقل الى: